من كتاب “المسبار”، رقم 4، والصادر في إبريل 2007،
تعتبر “الطائفية” إحدى المشكلات المزمنة في المجتمعات العربية، والذهنية الجمعية السائدة، لما ترتبط به من مقولات دينية، مدعمة بنصوص مفترضة، وسرديات تاريخية خاصة بكل مذهب، يعتقد من خلالها بصوابية موقفه، وأحقيته بـ”الإسلام”، وبطلان المخالف له، وفي أحسن الأحوال فساد رأيه، هذا إذا لم يخرجه تماما من حوزة الدين.
البعد التاريخي للمشكلة، جعلها إرثا ثقيلا، محملا بالدماء والحروب والثارات. وهي ثارات في كثير منها ترفع شعار “المقدس”، ضد الآخر الذي هو “مدنس” يجب تطهيره!.
الخلافات السياسية، وتسييس الدين، واستغلال “المذهب” في النزاعات الإقليمية، زاد من حدة الطائفية، وجعلها تكتسي طابعا أشد تعقيدا. فهي الآن ليست مجرد موقف عقدي من الآخر، بل أداة نفوذ وتمدد، وسلاح بيد أصحابها.
مركز “المسبار”، ومنذ وقت مبكر، رصد ظاهرة “الطائفية”، في كتابه الشهري الرابع، الذي صدر في إبريل 2007، بمشاركة عدد من الباحثين المختصين. وهو الإصدار الذي يقدمه المركز كاملا لقرائه الكرام.