عالج الباحث السعودي عبدالله الرشيد في دراسته هذه –نشرت ضمن كتاب المسبار الشهري الثالث والتسعين لشهر سبتمبر (أيلول) عام 2014، والذي حمل عنوان: “التنوع العرقي والمذهبي في الخليج بين الواقع والتوظيف”- موقف الإخوان المسلمين في الخليج من الأقليات مركزاً على الأنموذج السعودي.
تشير الورقة إلى أن إخوان السعودية يمزجون بين مكوِّنين رئيسين: عقدي، استقى منهجه من تأسيس الشيخين ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما من الرموز السلفية، وحركي يستلهم تجارب وتاريخ حركة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها من دول العالم العربي.
وبحسب أدبيات الإخوان ومنظريهم كسيد قطب وأبي أعلى المودودي، فإنهم يرفضون التعددية السياسية، فضلاً عن التعددية الدينية والفكرية، كما أن أدبياتهم تدعو صراحة وبصورة لا تقبل اللبس والتأويل إلى ضرورة إسقاط الحكومات العلمانية، أو غير الدينية، وعدم التساهل مع التعددية السياسية. وموقفهم هذا يعتبرونه بمثابة واجب ديني غير قابل للمفاوضة أو المساومة، لأنه -تبعاً لتفسيراتهم- يتعلق مباشرة بموضوع (حاكمية الله) و(جاهلية العالم).
تناقش الورقة مسألة تناقض موقف الإخوان من الأقليات ما بين العقدي والسياسي؛ ففي الوقت الذي ترفض أدبياتهم التعددية وحتى الاختلاف إلى حد ما، تجدهم يتحالفون مع جماعات وأشخاص مختلفين فكرياً وعقدياً على قاعدة الالتقاء على القاسم المشترك الأصغر وتجنب البحث في المختلف. وهذا ما دفع القيادي الإخواني محمد سرور إلى الانشقاق عنهم ثم تشكيل الحركة السرورية، وقد نشر سرور شهادته على الحركة موضحاً أن انشقاقه عن الإخوان مرده التعارض المتسع بين العقدي والسياسي فيما يخص التعاطي مع الأقليات. وتفرد الورقة مساحة رحبة لنقاش ثنائية الأيديولوجي والسياسي مع أمثلة وشواهد ومنها موقف الإخوان وطبيعة علاقتهم بحزب الله بوصفه حزباً يمثل طائفة معينة.
بإمكانكم الاطلاع على الدراسة الكاملة من خلال الملف أدناه