يتناول البروفيسور عبد الغني عماد (ت 2020) في دراسته المنشورة في كتاب “الإسلاميون ومناهج التعليم في العالم العربي وتركيا وإيران” (الكتاب الثالث والثلاثون بعد المئة، يناير (كانون الثاني) 2018) نشاط حزب الله التربوي منذ تأسيسه، أواسط الثمانينيات، لما يعرف بـ«التعبئة التربوية». ويرى أنه من الواضح أن مصطلح التعبئة مستورد من قاموس الثورة الإسلامية في إيران التي يقابلها باللغة الفارسية مصطلح «باسيج»، وقد تم استخدامه تواصلاً مع العمل الطلابي الشبابي، حيث أنشأ الحزب «التعبئة التربوية» التي هي بمثابة الذراع الطلابية له، فانتشرت فروعها في مختلف الجامعات والثانويات، ومن ثم بدأت تهيمن على الفروع الرسمية للمدارس والثانويات وفروع الجامعة اللبنانية التابعة لوزارة التربية والتعليم في الدولة اللبنانية، والموجودة فيها بكثافة وخصوصاً في المناطق والأحياء ذات الكثافة الشيعية. وهي تعرف عن أهدافها بوضوح بأنها: “دعم المقاومة وتعميم ثقافتها وتجذيرها ورفدها بالكفاءات المتخصصة، والتزام القضايا الكبرى للوطن والأمة”.
تعكس أنشطة التعبئة التربوية – كما يوضح عبد الغني- مواقف الحزب وإيقاع ديناميته السياسية وتحالفاته مع القوى الأخرى في الجامعات، إلا أن الميدان الأبرز لهيمنته يبقى فروع الجامعة اللبنانية في الجنوب، ومجمع الحدث المركزي للجامعة حيث تقيم التعبئة أنشطة واحتفالات متنوعة (معرض سيد الشهداء، يوم الشهيد، وقفات تضامنية في مناسبات إسلامية أو وطنية، مسيرات في حرم الجامعة، لقاءات ثقافية ومهرجانات في مناسبات متنوعة). أما في الجامعات الخاصة، فغالباً ما تُجرى انتخابات طلابية في أجواء تنافسية حادة مع قوى سياسية معارضة له، خسر فيها حزب الله مع حلفائه في الانتخابات الطلابية لعام 2017 في الجامعة الأميركية على سبيل المثال، إلا أن مثل هذه الانتخابات جرى تعطيلها في الجامعة اللبنانية منذ سنوات عدة، خوفاً من أن تتطور إلى اشتباكات بين المتنافسين.
لقراءة الدراسة كاملة اضغط على الملف أدناه.