يحدد البروفيسور عبد الغني عماد في دراسته المنشورة في كتاب “الإسلاميون والعلوم الاجتماعية: التضليل بالمعرفة” (الكتاب السابع والخمسون بعد المئة، يناير/ كانون الثاني 2020)، ثلاثة نماذج من التعامل مع العلوم الإنسانية والاجتماعية سادت بين الإسلاميين: الأول يميل إلى التشكيك في تلك العلوم ومنتجاتها، أو على الأقل التقليل من شأنها، وهو ناتج عن قلّة اطلاع وسوء فهم لبعض نظرياتها، وقد ظلّ هذا الاتجاه محافظاً على نمط تقليدي من البحث، يتميّز بدراسة النصوص والتراث والأحداث بوصفها أجزاءً متفرّقة، دون امتلاك نظريات عامة ورؤية لفهمها ضمن أنساق، مع التمسّك بكتابات قديمة والاحتفاء بها دون تجديد.
ذهب النوع الثاني إلى النقيض، فقد انبهر بتلك العلوم، وراح يعمل على أسلمتها وإدماج أطروحاتها ومفاهيمها في مشروع يعمل عليه تحت عنوان «التأصيل الإسلامي للمعرفة». بينما ذهب تيار ثالث إلى الجانب العملي، إذ فضل التعامل مع منتجاتها وعلومها التقنية والتطبيقية والخدمية. يستنتج الباحث ثلاث خلاصات في عملية توظيف الإسلاميين للعلوم الاجتماعية والإنسانية: الأولى تنتظم تحت عنوان “أسلمة المعرفة وتأصيل العلوم” وهي –بتقديري- سجلت نجاحاً نسبياً. الثانية تنتظم تحت عنوان “الاتجاه المؤسساتي والخدمي”. وهي الأكثر إفادة من الناحية التطبيقية، وتسجل تقدماً وازدهاراً أكثر من غيرها. يبقى الميدان البحثي، الثالث، وهو ميدان جديد بالفعل، ويتطور بسرعة متفاعلاً مع مختلف الاتجاهات السائدة في عالم اليوم.
لقراءة الدراسة كاملة اضغط على الملف أدناه.