المقدمة
يقدم مركز المسبار للدراسات والبحوث عبر سلسلة (قيادات طالبان)، بورتريه لوجوه قيادة الحركة البارزة، فتعرّف بهم، وتسلط الضوء على المراحل التي مرت خلالها، والمواقع والمناصب التي تبوّأتها في الحركة، متتبعة السيّر الخاصة بهم ضمن السياقات السياسية المختلفة، والتغيُّرات الميدانية والعسكرية التي مرت بها تلك القيادة، مبرزة الأحداث والمواقف المرتبطة بحضورهم المؤثر على قضايا متعددة رسمتها التصادمات والاختلافات داخليًا وخارجيًا. نستعرض، عبر هذه السلسلة، أبرز تلك الوجوه التي بدأناها بزعيم حركة طالبان: هبة الله أخوند زاده.
تاريخ الميلاد: 1968
مكان الميلاد: ولد في ولاية أرزغان (جنوب) ونشأ في قندهار
القومية: بشتون
عبدالغني برادر، هو صهر مؤسس حركة طالبان وزعيمها الأول، الملا محمد عمر الذي توفي في 2013، شارك معه في تأسيس الحركة. وهو نائب زعيمها “هبة الله أخوند زاده“. كما يعتبر الرجل الثاني في حركة طالبان.
كان يشغل منصب القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل عام 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية، وأُطلق سراحه عام 2018 من سجن باكستاني بضغط من واشنطن، بعد أن طالبت الحركة بالإفراج عنه وآخرين لاستكمال محادثات السلام الناشئة. وتم تعيينه لاحقا رئيسًا لمكتبها السياسي في قطر، ليقود المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية بعد أقل من عامين من إطلاق سراحه.
وفي 1989 وبعد مغادرة السوفيت وتمزق البلاد في الحرب الأهلية، أنشأ برادر في قندهار مدرسة دينية، كانت إحدى نوى حركة طالبان. وبعد تأسيس حركة طالبان عام 1994، برز في صفوف طالبان كخبير استراتيجي وقائد عسكري. حافظ على موقعه كقائد أعلى للحركة في المنطقة الغربية (هرات) وكذلك كابُل. وحين وصلت الحركة إلى السلطة، سنة 1996، أصبح نائباً لوزير الدفاع في حكم السنوات الخمس.
كان برادر ما زال يشغل منصب نائب وزير دفاع الحركة، حين تمت الإطاحة بطالبان عام 2001، وفرّ إلى باكستان بعد تقدم قوات التحالف. شغل الملا عبدالغني أيضًا بين عامي 1996 و2001، مراكز قيادية في الحركة، من بينها أنه كان حاكما لعدة ولايات.
وبعد تعيينه رئيسًا لمكتبهم السياسي في العاصمة القطرية الدوحة، قاد المفاوضات مع الأميركيين، التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تسفر عن شيء.
توقعت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير لها أن الملا عبدالغني برادر، رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان -على الأرجح- هو الذي سيكون الرئيس الأفغاني القادم. فحين سيطرت الحركة على كابُل، خاطب الأفغان رئيس المكتب السياسي، وليس الملا أخوند زاده. كما أنه أول قائد بارز يعود لأفغانستان، وتحديدًا إلى قندهار، وذلك في 17 أغسطس (آب) 2021، أي بعد مرور يومين على سقوط كابُل بيد الحركة في 15 أغسطس (آب) 2021، قبل أن ينتقل إلى كابُل للمساهمة في إدارة المشهد الجديد من قلب العاصمة.