شهادة من الخبرة الميدانية – عبدالجليل علي العبادلة
قدم أستاذ الشريعة بالجامعة الأردنية عبدالجليل علي العبادلة دراسة حملت عنوان : (“الطرق الصوفية في بلاد الشام وأنماط التدين الشبابية..شهادة من الخبرة الميدانية ” – العدد الرابع والستون، يونيو (حزيران) 2012) ، ضمن كتاب “الإسلام النائم… التصوف في بلاد الشام”.
تناول فيها الباحث ماهية الطريق المعتبرة عند أئمة الطرق الصوفية، وما الذي يبلغه المريد الصادق من السير والسلوك فيها، وعن سبب تعددها وتنوع مشاربها، ووصف البعض منها بالخصوصية والآخر بالشعبية، وآثارها في التدين عامة وفي الشباب خاصة.
ويرى الباحث أن طريق التصوف يركز على عمل الأعمال ومكتسباتها من الثمار، وكل من سار بصدق قطف من ثمار هذه الهداية من النعم الإلهية، وأجلها الفقه في الدين، وعلم التأويل، ويضيف: “أن الناظر في القرآن الكريم في كل ما تضمنه من الهداية إنما ينحصر في أمرين: تكاليف بالأوامر والنواهي وثمار هذه التكاليف وكل ما كان من الأعمال والتكاليف محكم لا خلاف في إدراك العقول له جملة. وإنما الخلاف الذي يؤدي إلى الافتراق هو إعمال العقول فيما هو من الثمار التي رتبها الله سبحانه على الالتزام من قبل أهل التقوى والإحسان، فمعية الله سبحانه للمتقين وقربه من المحسنين، ومعرفة مذاق طعم الايمان وحلاوته، وتأييد المؤمنين الصادقين بروح منه، لا سبيل لتصور جميع ذلك بالفكر والخيال ولا مجال فيه للنظر والاجتهاد، بل كل ذلك من العلم الذوقي الذي لا يعرفه إلا من ناله من الله بعد أن أحسن الأداء وتحقق وتخلق بالصفات والآداب”.