صحفي وباحث مصري مختص في الجماعات والحركات الاسلامية. رئيس قسم الإسلام السياسي في جريدة الوطن المصرية. حاصل على دبلوم في الشريعة الإسلامية من كلية الحقوق (جامعة القاهرة)، وعلى دبلوم في القانون الدولي من الكلية نفسها. صدر له عدد من الكتب، منها: السلفيون في مصر. جماعة في أزمة. الصوفيون الجدد.
الباحث المصري صلاح الدين حسن، المتخصص في الجماعات والحركات الإسلامية، يقول في دراسته ( استراتيجية أولوية الأعداء… الشيعة بين القاعدة و”داعش”) – نشرت في كتاب المسبار الثالث والعشرين بعد المئة “داعش وأخواتها: الفكر- التكفير- النصوص” مارس (آذار) 2017-: إنه غالباً ما تنمو الفكرة الجهادية في وجدان أصحابها أولاً، ثم يقوم هؤلاء بتحديد عدوهم المركزي الذي يضمن بقاءها واستمرارها، عبر خطوط التجنيد والتمويل القادمة من المؤمنين بالفكرة وذات العدو، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التنظير لقتال ذلك العدو -شرعياً وسياسياً وتاريخياً وفكرياً- والتبرير لوضعه في أولويات أجندته الصراعية. فقد يكون هذا العدو قريباً (الأنظمة الحاكمة) وقد يكون عدواً بعيداً (أمريكا) وقد يكون العدو طائفياً (الشيعة) وقد يكون من الطائفة نفسها التي ترفض منهج تلك الجماعة، فتقرر مواجهته فكرياً أو عسكرياً، فيأخذ ذلك العدو أولوية في القتال تصل في بعض الأوقات إلى أن يكون الأولى في القتال والمواجهة (الصحوات في العراق أنموذجاً). تنتج البيئة المحيطة بالجهاديين عدوها المفترض الذي يمنحها المبرر السائغ لقتاله، إلا أن ذلك العدو يمكن أن يتغير، فيتحول سلاحهم إلى عدو جديد. فتنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء أعلن عن نفسه بعد الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) 2011 محددا إسرائيل كعدو أساسي أنشئ التنظيم من أجله، إلاّ أنه ما لبث أن ترك العدو الحقيقي وتحول في مواجهة الدولة المصرية، بحجة أن تلك الدولة هي من حالت بينه وبين استهداف عدوه المركزي، وهو الأمر الذي كذبه الواقع؛ حيث حول التنظيم وجهته نحو الدولة المصرية بمجرد أن لاح في الأفق سقوط نظام محمد مرسي، فرأى أن تحوله في اتجاه النظام الجديد سيمنح له دعماً كبيراً وتعاطفاً من جمهور الإسلاميين الحانقين من زوال حكم الإخوان المسلمين.